لماذا الجولف ؟
الجولف من أجل صحة جيدة
لأن فوائد المشي مؤكدة علميا منذ زمن طويل، سواء فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية أو المفاصل، فإننا في رياضة الجولف نسير بشكل عام في الفضاء الخارجي لمدة تتراوح من أربعة إلى خمس ساعات، أي ما يعادل ست إلى سبع كيلومترات، وهو أمر جيد للغاية حيث يمكن من تزويد الجسم بالأوكسجين كما يؤدي إلى حرق السعرات الحرارية من أجل التحكم في منحنى الوزن.
الجولف هو رياضة يكون فيها خطر الإصابة ضعيف إلى حد ما مع ضرورة القيام بعملية إحماء مناسبة قبل البدء في اللعب. وبالتالي فإن انخفاض خطر الإصابة يسمح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بممارسة لعبة الجولف لفترة طويلة من حياتهم، على عكس الرياضات الأخرى التي تنطوي على صعوبة أكثر على الجسم.
تنعكس فائدة هذه الرياضة على "بنية" جسمك، فهي تساعد على الحفاظ على قوة العضلات. كما أنه أثناء أخذ إيقاعك في اللعب، يتم استخدام الظهر والكتفين والوركين والمعصمين والأرداف والفخذين وعضلات خلف الساق وعضلات البطن. لذلك فهي حركة لا تخلو من تعقيد حيث تستخدم عدة عضلات من جسمك وتتطلب أيضا مهارة وقوة وتناسقا في نفس الوقت. وبذلك فهي تعد وصفة رائعة للحفاظ على بنية جسدية جيدة طوال حياتك.
إن فائدة هذه الرياضة تتجلى في التوازن والتحكم في حركات الجسد. فرياضة الجولف قد تكون تمرينا جيدا، بل وأفضل من رياضة التاي تشي من حيث نتائج العمل التي تبدو على توازن الجسم. وهذا الأمر يكتسي أهمية بالغة أيضا مع التقدم في السن، بحيث يسمح لنا بتجنب السقوط المؤذي. وعلى نفس المنوال، يعد التوازن أيضا أمرا ذا فائدة كبيرة في جميع الأنشطة الرياضية.
تكمن فائدة رياضة الجولف في إسهامه في أن ينعم الفرد بصحة نفسية جيدة. في الواقع، خلال حصة من حصص الجولف، يتم اللجوء إلى تنشيط الدماغ بشكل مستمر، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الصحة العصبية الجيدة. فأنت تفكر في المضرب المناسب الذي يجب استخدامه لتسديدتك القادمة، وفي المسافة التي يجب قطعها، وفي المسار الصحيح الذي يجب أن تسلكه، وتقوم بتحليل تأثير الرياح والمساحات الخضراء، كل هذه التخمينات تستدعي منك استخدام الخلايا العصبية لدماغك، وهو الأمر الذي يعد ميزة كبيرة بالنسبة لصحتك لا يمكن الاستهانة بها. لقد أظهرت الدراسات أن تشغيل الخلايا العصبية يعد عنصرا رئيسيا لمكافحة الشيخوخة العصبية. إضافة إلى ذلك، فإن التركيز الذي يتطلبه لعب الجولف طوال مباراة ما ينطوي على فائدة أخرى لا تقل أهمية بالنسبة لصحتك النفسية.
للجولف أيضا تأثير إيجابي على التنشئة الاجتماعية للأفراد. ذلك أنه بمناسبة سيرهم على المسالك خلال المباراة، يحظى لاعبو الجولف بالعديد من الفرص لكي يتبادلوا أطراف الحديث مع بعضهم البعض. حيث تتيح هذه الفترة الزمنية للأفراد إمكانية تلبية حاجتهم إلى التنشئة الاجتماعية الضرورية للصحة النفسية الجيدة. فلاعب الجولف يستطيع اللعب مع أصدقائه أو حتى مع أناس غرباء لا يعرفهم، وهذا الأمر يعتبر أيضا ذا أهمية بالغة لتعزيز التنشئة الاجتماعية. وبالتالي، فإن لعب الجولف يقلل من معدلات الاكتئاب والخرف والقلق. وهذا ما يؤكد التأثير الإيجابي للجولف على الصحة العقلية، التي تعد جزءا مهما من الصحة العامة للفرد.
يرتبط الجولف ارتباطا وثيقا بالصحة العقلية، كما أنه يؤثر أيضا على معدل التوتر وذلك بطريقة إيجابية. وعلى الرغم من أن لعبة الجولف يمكنها أن تكون مصدرا لبعض اللحظات من التوتر، إلا أنها تعد طريقة جيدة تمكن من تعلم كيفية التحكم فيها. إضافة إلى ذلك، تتم ممارسة رياضة الجولف في مكان هادئ ومريح مليء بالخضرة، كما تتم ممارسة الجولف أيضا في أجواء من المرح والاسترخاء، وذلك طبعا بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بشخصية جميلة في الملعب. فهو يسمح لك بإبعاد نفسك عن الحياة اليومية، ولكن أيضا عن ضغط العمل بالمكتب، بالنسبة لأولئك الذين يقطعون الاتصال عند البدء في اللعب. بهذا المعنى، تتيح لك لعبة الجولف أن تعيش لحظة من الاستمتاع، مع التركيز على التمتع باللحظة الآنية، وهو أمر ضروري لتحقيق نتائج جيدة، أو على الأقل اللعب بكامل إمكانياتك.
الفائدة الأخيرة للجولف مرتبطة بصحة قلبك، لا شيء أقل من ذلك!
ذلك أن لعب حصة من رياضة جولف سيرا على الأقدام، بمعدل مرتين إلى نحو ثلاث مرات في الأسبوع، يمنحك النشاط البدني اللازم لتعزيز صحة جيدة للقلب. وكمكافأة إضافية، تعمل رياضة الجولف من خلال ممارستها على خفض مستوى الكوليسترول في الدم وتحسين التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتجدر الإشارة إلى أن مرض السكري يصيب حوالي 1 من كل 10 أشخاص في العالم (إحصائيات منظمة الصحة العالمية). ولذلك يعتبر الجولف ذا فائدة كبرى ضد هذا المرض.