تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، حفل التتويج برسم جائزة الحسن الثاني وكأس للا مريم، وذلك يوم السبت 8 فبراير بنادي الجولف الملكي دار السلام.
لقد عرفت الدورة التاسعة والأربعون لجائزة الحسن الثاني والدورة الثامنة والعشرون لكأس للا مريم تتويج كل من ميغيل أنخيل خيمينيز في دوري الأبطال لرابطة لاعبي الجولف المحترفين، وكارا جاينر في الدوري الأوربي للسيدات.
فقدتمكن البطل الإسباني ذو الشخصية الكاريزمية ميغيل أنخيل خيمينيز من تحقيق لقبه الرابع عشر في دوري الأبطال لرابطة لاعبي الجولف المحترفين بنتيجة إحدى عشر ضربة تحت المعدل (11-) في جائزة الحسن الثاني.
وجاءت اللحظة الحاسمة في الحفرة رقم 17، حيث حقق خيمينيز هذه الحفرة بضربتين تحت المعدل (إيغل) بعد أن تمكن من بلوغ المنطقة الخضراء بضربة واحدة فقط، بينما حقق ألكر الحفرة بالمعدل. بفضل هذا الأداء المتميز، ضمن خيمينيز الفوز باللقب، ليلتحق بصفوف لاعبي الجولف الإسبان الذين سجلوا اسمهم في سجل المتوجين بجائزة الحسن الثاني.
عقب هذا الفوز، صرح خيمينيز قائلا: “إنه فوز بطعم خاص بالنسبة لي. تعد جائزة الحسن الثاني بطولة فريدة من نوعها، وأنا فخور جدا بتدوين اسمي ضمن لائحة الفائزين بها”.
في بطولة كأس للا مريم، نالت الإنجليزية كارا جاينر أول لقب لها في الدوري الأوربي للسيدات. فبعد جولة أخيرة غاية في الإثارة، تمكنت جاينر من التغلب على اللاعبة الهندية ديكشا داجار بعد اللجوء إلى مباراة فاصلة، بفضل نتيجة نهائية بتسع ضربات تحت المعدل (9 -).
“إنه حلم أصبح اليوم حقيقة. أنا فخورة جدا بهذا الإنجاز. عندما بدأت أحقق الحفر الأخيرة بضربة تحت المعدل، أدركت أنه من الممكن جدا أن أفوز بالبطولة”، تصرح جاينر.
تألق اللاعبات المغربيات في بلدهن
كانت البطولة أيضا فرصة لإبراز المواهب المغربية. فقد كانت إيناس لقلالش أفضل ممثلة للمغرب، حيث احتلت المركز الخامس والثلاثين برصيد ضربة واحدة فوق المعدل. فيما أثبتت مجددا اللاعبة الشابة صوفيا الشريف الصقلي، التي لا يتجاوز عمرها 15 سنة، موهبتها العالية من خلال تحقيقها التأهل للمرة الثالثة على التوالي، لتنهي البطولة في المركز الحادي والخمسين بمجموع أربع ضربات فوق المعدل.
مسابقة محترف – هاوي: احتفاء بالجولف للجميع
كما جرت العادة، تميزت بداية هذا الأسبوع الحافل بمسابقة محترف – هاوي، حيث جمعت اللاعبين المحترفين والهواة والناشئين في جو مفعم بعلاقات الود والتنافس. وقد تألق فريق صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، المكون من السيدين كريم جسوس وعمر الحجمري، مرفوقين بالبطل إيرني إلس في الجولة الأولى، وبصوفيا الشريف الصقلي، حيث نمكن من الفوز بالمسابقة الإجمالية.
التزام قوي من أجل مستقبل الجولف المغربي
يجسد هذا الفوز التزام صاحب السمو الملكي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للجولف، من أجل تطوير الرياضة بشكل عام والجولف النسائي بشكل خاص. التزام يندرج في إطار استمرارية الرؤية السديدة التي أطلقها سنة 1993 جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي أحدث كأس للا مريم إلى جانب جائزة الحسن الثاني، بهدف النهوض برياضة الجولف لدى السيدات، ومنحها الإشعاع الذي يتناسب ومكانتها.
كما أدرجت دورة 2025 مبادرة تكتسي أهمية كبرى، تتجلى في تنظيم حملة لجمع التبرعات التي تخصص لدعم تطوير المواهب المغربية الشابة. وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس الجامعة الملكية المغربية للجولف وجمعية جائزة الحسن الثاني، سيتم تخصيص الموارد المالية التي تم تحصيلها لبرامج “فيرست تي المغرب” ودوري الولايات المتحدة الأمريكية للأطفال، مما سيمكن من توفير إطار مناسب للاعبي الجولف الشباب لبدء مسيرتهم وتطورهم.
الجولف الملكي دار السلام، نموذج للاستدامة
خلال هذه الاحتفاء برياضة الجولف، تمت تعبئة جميع ملاعب نادي الجولف الملكي دار السلام بنجاح كبير. فإلى جانب الأداء الرياضي المتميز، أبرز هذا الأسبوع الحافل بالجولف أيضا القدوة التي يقدمها الجولف الملكي دار السلام، الذي يوفر مرافق رياضية حظيت بالإشادة من قبل أكبر الخبراء، واعتباره نموذجا يحتذى به فيما يخص تدبير الموارد الطبيعية. فقد نجح النادي المستضيف للبطولة في الحفاظ على جودة ملاعبه الخضراء من خلال استخدام الموارد المائية المتأتية من محطة معالجة المياه العادمة. وهو الأمر الذي يؤكد أيضا الالتزام الراسخ للجامعة الملكية المغربية للجولف بالتنمية المستدامة وبالمسؤولية البيئية لرياضة الجولف.
تتوجه كل من الجامعة الملكية المغربية للجولف وجمعية جائزة الحسن الثاني بأحر التهاني للفائزين، وجميع المشاركات والمشاركين، والشركاء، والمتطوعين، والجمهور، ومختلف مكونات مجتمع الجولف على دعمهم وشغفهم، وكذا إلى جميع أعضاء فرق العمل الذين ساهموا في تحقيق النجاح الباهر لهذا الأسبوع الذي احتفى برياضة الجولف في المغرب.