من كل ملعب من الملاعب الجولف، وعبر كل مسابقة، يُبرز المغرب نفسه للعالم، وينقل تقليد ممارسة لعبة الجولف المفعمة بالمشاعر القوية والقيم الكونية. يواصل الجولف المغربي تطوره نحو آفاق جديدة، يحمله أشخاص يعشقون هذه الرياضة، ويكتبون مع كل ضربة لكرات الجولف، صفحة جديدة من صفحات هذه الحكاية.

بوجود ما يقارب 60 مليون لاعب جولف إلى غاية سنة 2021، يعتبر الجولف الرياضة الفردية الأكثر ممارسة في العالم، إنه بالفعل رياضة الجميع حيث يمكن ممارستها مع أفراد العائلة أو مع الأصدقاء، كما تمنح العديد من الفوائد الرياضية والجسدية والمعنوية، مما يجعل منها نشاطا بفوائد كثيرة. فالجولف يتطلب قدرات بدنية، والكثير من التركيز، ودرجة عالية من الصرامة، ومعرفة بالذات، وقوة ذهنية، خاصة عند اللعب في أعلى المستويات، سواء في فترة عمرية مبكرة أو لدى الكبار. كما تحمل لعبة الجولف قيم الاحترام والأخلاق والالتزام والمثابرة والروح القتالية، مما يساعد على تطوير شخصية الصغار، ويمنح كبار السن إمكانية الحفاظ على لياقتهم البدنية. مع التحديات المتجددة باستمرار، توفر رياضة الجولف فرصا للتطوير، وتستقطب المزيد من اللاعبين الشباب، مما يمهد الطريق لبروز أبطال المستقبل.

منذ أزيد من 100 سنة، تركت رياضة الجولف بصمتها في المغرب، من خلال حكاية مليئة بالغنى والإثارة. فقد تم افتتاح أول ملعب للجولف في المملكة بمدينة طنجة سنة 1914. ثم توالت مع مرور السنوات عملية تشييد العديد من الملاعب التي استقطبت المزيد من عشاق هذه الرياضة، وكان من نتائج ذلك أن تم سنة 1960 إحداث الجامعة الملكية المغربية للجولف.

في سنة 1971، وبناء على رؤية مستنيرة لصاحب الجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، نظمت الجامعة الملكية المغربية للجولف تظاهرة رياضية عالمية هي جائزة الحسن الثاني، التي ينال الفائز بها "الخنجر" الشهير. هذا القرار الحكيم الذي اتخذه جلالة الملك المغفور له، إنما يعكس ثراء التراث المغربي، ويتألق بفضل الأسماء الرمزية المتوجة لاحقا في هذه البطولة، والقادمة من آفاق مختلفة.

هكذا إذن، تعتبر الأسماء الكبرى في رياضة الجولف العالمي جزءا من تاريخ الجولف المغربي، من بينهم نذكر سانتياغو لونا، الذي نال "الخنجر" الثمين ثلاث مرات، وباين ستيوارت، الفائز بالجائزة مرتين. دون أن ننسى الأسماء الأسطورية الأخرى التي لا تقل شهرة مثل إيرني إيلس، ونيك برايس، وبادريغ هارينكتون، وفيجاي سينغ، وبيلي كاسبر، وولي تريفينو، الذين تشرفوا جميعا بنيل جائزة الخنجر الثمينة، التي ترمز للتفوق والتميز الذي أبانوا عنه على مسالك ملاعب الجولف المغربية.

منذ ذلك الحين، أصبح الجولف سفير المغرب في جميع أنحاء العالم.

كما يوفر الجولف فرصا اقتصادية وسياحية كبيرة، ويجعل من المغرب الوجهة السياحية المفضلة لعشاق هذه الرياضة. وفي هذا الإطار، فإن الجامعة الملكية المغربية، باعتبارها الهيئة المسيرة للجولف في المغرب، تعمل جاهدة على تشجيع هذه الرياضة وتطويرها ودعمها على جميع المستويات، وبالتالي الإسهام في تطوير الجولف المغربي وضمان الاعتراف به دوليا.